
كاتيا حطيط… امرأةٌ تمشي وفي يدها ضوء – شربل الغاوي
بعض الوجوه لا تحتاج إلى ضجيج كي تُسمَع، ولا إلى صراخ كي تُرى. هناك وجوه تكتفي أن تكون… فتُصبح حضورًا. وكاتيا حطيط واحدة من تلك الوجوه التي تتقدّم نحوك بملامح تشبه نسمة الصباح، وبقلبٍ يشبه الماء: صافٍ، رقيق، يحمل الحياة من دون أن يعكّرها.
هي ليست إعلامية فقط، وليست صحافيّة فقط، وليست معلمة فقط… بل خليط نادر يجمع بين العقل الذي يكتب، والصوت الذي يُطمئن، والروح التي تُربّي، والإنسانة التي لا تعرف كيف تُغضب أحدًا. كاتيا هي أن تكون مهنتك رسالتك، ورسالتك قلبك، وقلبك امتداد الناس جميعًا.
“I believe kindness speaks louder than anything I can ever say.”

كاتيا الصحافية… عينٌ تلتقط الحقيقة بضمير
في الصحافة، كثيرون يكتبون، وقليلون يرون. وكاتيا من القلّة التي لا تنقل الخبر فحسب، بل تمنحه روحًا. تبحث بصدق، تتحقّق بأمانة، وتُمسك الكلمة كما يُمسك الزجاج الشفّاف: بحذر، بحنان، وبإحساسٍ عميق بأن الحقيقة ليست نصًا بل مسؤولية.
لا تكتب من برجٍ مرتفع، بل من أرض الناس… من نبضهم، من الهمس الذي لا يسمعه إلا من يعرف كيف يصغي. ومعها، تصبح الصحافة صفحة صافية لا تزخرف الواقع، بل تضيئه.
“I write with empathy before ink touches the page.”

كاتيا الإعلاميّة… صوتٌ كالماء يدخل بلا ضجيج
على الشاشة، تمتلك كاتيا تلك الهالة التي لا تتدرّب ولا تُشترى. حضورٌ يتسلّل برفق، فيُطمئن قبل أن يُخبر، ويُناسِب بين الجملة ونبرة القلب. تسأل باحترام، تُقدّم بلطف، وتعرف أنّ دورها ليس أن تسرق الضوء، بل أن تُنيره.
هي إعلامية لا ترفع صوتها لتُثبت حضورها، بل ترفع ذوقها. لا تقاطع لتُظهر نفسها، بل تُحاور لتُظهر الحقيقة. ومعها، يصبح الإعلام لغة راقية، تشبه طريقتها في المشي والكلام والابتسام.
“I choose gentleness because loudness never built trust.”

كاتيا المعلّمة… حين يتحوّل الدرس إلى حضن
في التعليم، يبدو وكأن كاتيا تعود إلى طبيعتها الأولى: القلب. أمام التلاميذ، تصير المعرفة دفئًا، وتصير السبّورة مساحة محبّة، ويصير الطفل مسؤولية كبرى لا تُختصر بكتاب.
تعرف أن كل طفل عالم كامل، وأن كل سؤال بذرة، وأن كل خطوة صغيرة يمكن أن تُغيّر مستقبلًا. لذلك، حين تدرّس، تدرّس بقلب أمّ، وبصبر قدّيسة، وبشغف امرأة تعرف أنّ التربية ليست وظيفة بل أثرٌ يبقى بعد رحيل الجميع.
“I teach with my heart long before I teach with my voice.”

كاتيا التي تحبّ التمثيل… روحٌ تتقن السفر بين الحيوات
التمثيل بالنسبة لكاتيا ليس مهنة، بل مساحة حلم. فسحة تسمح لها أن تعيش حياة أخرى، أن تتنفّس مشاعر لم تجربها، وأن ترى العالم من أبواب جديدة. حين تتحدّث عن التمثيل، تلمع عيناها كما لو أنّ في داخلها طفلة صغيرة تركض خلف الضوء.
هي لا تبحث عن شهرة، بل عن صدق اللحظة. التمثيل عندها شغف صامت، يشبه رغبة الإنسان في أن يكتشف نفسه أكثر… أن يعرف ما يمكن أن يكونه وما قد يكونه لو مشى في طريقٍ مختلف.
“I act because every new role teaches me something about my own soul.”

كاتيا التي تحبّ الأطفال… أمومة لا تحتاج إلى لقب
حبّ الأطفال ليس هواية عند كاتيا… بل امتداد طبيعي لروحها. حين تكون بينهم، يهدأ العالم. تصبح كلماتها أمانًا، وابتسامتها ملجأً، وصوتها لحظة راحة.
الأطفال لا يحبّون بسهولة، ولا يمنحون ثقتهم بسرعة. لكنهم مع كاتيا، يقتربون بلا خوف، لأن قلبها يشبههم: بسيط، صادق، نقي. ترى في كل طفل مستقبلًا، وفي كل ضحكة مسؤولية، وفي كل دمعة واجبًا إنسانيًا لا يمكن تجاهله.
“I love children because their purity reminds me who I should always be.”

كاتيا الإنسانة… التي لا تُغضب أحدًا ولا تحمل في قلبها ظلًّا
أجمل صفاتها أنّ قلبها خفيف. لا تحفظ غضبًا، ولا تردّ قسوة، ولا تقف في منتصف خلاف. بنبرة هادئة، وروح مصالِحة، تعرف أن الإنسان أثمن من أي سوء تفاهم، وأنّ الأحقاد أثقل من أن تُحمل.
تعيش ببساطة الذين لا يتعبون، وبصفاء الذين لا يعرفون كيف يؤذون، وبرقيّ الذين يعرفون أن الكلمة الطيبة هي أجمل ما يمكن أن يُهدى للآخرين.
“I choose peace because life is too short for heavy hearts.”

كاتيا التي تحبّ الناس… وتُحبّها القلوب
تحبّ الجميع… تقترب من الجميع… وتحمل الجميع بالروح نفسها. لا تفرّق بين شخص وآخر، ولا تُقيم المسافات، ولا تُقيم المحاكم. تتعامل مع الناس كما تتعامل مع الضوء: تستقبلهم كما هم، وتترك أثرها فيهم كما هي.
ببساطة، أينما تمشي، تكبر المساحة حولها… وتُصبح القلوب أخف. لذلك، يحبّها الناس من دون شرح، ويشتاقون إليها من دون مناسبة، ويثقون بأنّ حضورها نعمة صغيرة في كل مكان تكون فيه.
“I love people because every soul carries a story worth embracing.”

خاتمة…
كاتيا حطيط ليست اسمًا وظيفيًا ولا بطاقة تعريف. هي امرأة تحمل في داخلها أكثر من مهنة وأكثر من شغف وأكثر من قلب. صحافية تكتب بصدق، إعلاميّة تُقدّم بلطف، معلمة تصنع جيلاً، ممثّلة تحلم، إنسانة لا تزعل أحدًا، وامرأة تحبّ الناس كما يحبّونها.
هي مسافة ضوء… تمشي، فتُضيء. تتكلّم، فيطمئنّ من يسمع. وتذهب… ويبقى أثرها معلّقًا في الهواء، كأنها مرّت لتقول للعالم: “هكذا يكون الجمال حين يتجسّد في شخص.”
“I hope the light I give stays longer than my steps.”
شربل الغاوي
مخرج – صحافي وناقد سينمائي
