Charbel El Ghawi Sawt El Fan

.

شربل الغاوي صوت الفن

سوزان صوما: الوجه الذي تعشقه العدسة – شربل الغاوي

سوزان صوما

سوزان صوما: الوجه الذي تعشقه العدسة

هناك وجوه تُشبه المرايا، تعكس ما حولها وتمضي. وهناك وجوه تُشبه النوافذ، تفتح على عوالم أوسع من العين. وجه سوزان صوما نافذة كهذه؛ من يطلّ عبرها يرى صفاءً يسكب الطمأنينة، ويرى موهبةً تنبض بلا ادّعاء. ليست مجرّد عارضة جمال، بل كائن فنّي يتقن لغة الضوء والحركة، ويحوّل العابر من اللحظات إلى ذكرى عميقة لا تُمحى. إنّها الوجه الذي لا يُرى فقط، بل يُحَسّ ويُسكَن في القلب.

سوزان صوما

موسيقى الوجه الهادئ

في حضورها، تسقط الضوضاء جانبًا. وجهها كالماء، يتسلّل إلى الروح بهدوء ويترك أثرًا لا يُمحى. إنّها الوجه الذي لا يصرخ ليُرى، بل يهمس ليُعاش. وكلّ من ينظر إليها يكتشف أنّ النعومة ليست ضعفًا، بل قوّة خفيّة تُعيد للعين يقينها بأن الجمال قد يكون طمأنينةً أكثر منه بهرجة.

“True beauty begins the moment I choose to be myself.”

سوزان صوما

ومضة الروح في ثواني الشاشة

الإعلان لحظة خاطفة، لكن سوزان تُحوّله إلى ذاكرة. حين تقف أمام الكاميرا، لا تكرّر التعليمات بل تُجسّدها. في كل حركة من يديها، في كل ميلان لرأسها، في كل نظرة من عينيها، ينعكس إحساسٌ كامل يربط المُشاهد بالفكرة. إنّها ممثلة تعرف أنّ الإعلان ليس عرضًا للمنتج بقدر ما هو قصّة صغيرة تنبض بالصدق، وتترك في القلب أثرًا كأنها لمحة من فيلم طويل.

“Acting is not about pretending, it’s about finding myself in every role.”

سوزان صوما

حين تنتقل سوزان من مساحة الإعلان إلى عوالم الدراما، يبقى وجهها هو العلامة الفارقة. إنّه وجه الصدق، لا يحتاج إلى تكلّفٍ أو اصطناع، لأن ملامحها قادرة أن تنطق بما تعجز عنه الحوارات. في عينيها صدقٌ يُشبه المرآة، وفي ابتسامتها وجعٌ هادئ لا يُرى إلا في لحظة صامتة. هي الدراما حين تلبس ملامح إنسان، وهي الحكاية حين تُروى بلا مبالغة، لأن الفنّ في جوهره ليس أكثر من مرآة للحقيقة.

“The truest acting is born when the soul reflects itself without disguise.”

سوزان صوما

حين ترسم العدسة وجوهًا من خيال

العدسة حين تقترب منها، لا تلتقط وجهًا بل لوحة. كل ظلّ على وجنتيها بيتٌ من الشعر، وكل لمعة على شفتيها نغمة غير مرئية. إنّها تعرف كيف تجعل من المكياج أكثر من ألوان، وكيف تُحوّل الصورة إلى رواية قصيرة، لا تحتاج إلى كلمات لتُفهم. الكاميرا لا تحبّها فحسب، بل تعشق فيها هذا السحر الذي يجعل من اللقطة الواحدة ألف معنى، ومن الإضاءة الواحدة ألف إحساس.

“Photography is my silent language — I tell my story with a single look.”

سوزان صوما

حين تتكلّم الجواهر بملامحها

الجوهرة قد تكون ثمينة بحدّ ذاتها، لكنّها مع سوزان تُصبح كيانًا حيًّا. حين تلبسها، تكتسب المجوهرات روحًا، كأن الذهب يتعلّم الدفء من بشرتها، وكأن الماس يضيء بعينيها أكثر مما يضيء بنفسه. ليست عارضة، بل حارسة سرّ العلاقة بين الأنوثة والفخامة. معها تُصبح القطعة قصيدة صامتة، وتتحوّل الفخامة إلى وعدٍ أبدي لا يزول.

“Jewelry may last forever, but its true glow is born in the woman who wears it.”

شربل الغاوي

صحافي وناقد سينمائي

سوزان صوما

Leave a comment