Charbel El Ghawi Sawt El Fan

.

شربل الغاوي صوت الفن

شادي فرح… حين يغنّي القلب لعروسه – شربل الغاوي

شادي فرح

شادي فرح… حين يغنّي القلب لعروسه

في زمنٍ يُغنّى فيه الحبّ كترفٍ عابر، يطلّ علينا شادي فرح، لا كمجرّد فنانٍ يؤدي لحنًا، بل كعاشقٍ يمشي بزفّته على درب النغم. يدهشنا لا فقط بالأغنية، بل بالحالة… بحكايةٍ تُروى صوتًا وصورة، في كليبٍ تحوّل فيه الفرح من مشهد تمثيلي إلى لحظةٍ حقيقية، تهمس بأن الفنّ أحيانًا يكون حياةً تمشي على وقع الموسيقى.

فرحة عمري … أغنية تُكتَب بالقلب لا بالحبر

من كلماته وألحانه، جاءت الأغنية كوشمٍ على جبين الذكرى، تشبه الوعود التي تُقال في غفلة من العيون وتُحفظ في عمق القلب. يبدأها بجملة:

لما الناس بيسألوني عنك بكل إخلاص

فيجيبهم لا بلسانه فقط، بل بجمر قلبه

برد عليهن إنك إنتي الأساس، بقلبي إحساس، مزين عمري، يا فرحة عمري

العبارات هنا ليست مجرّد كلمات، بل مرايا تعكس علاقة استثنائية، حيث لا تكون الحبيبة جزءًا من الحياة، بل الحياة نفسها. شادي لا يكتب عنها، بل يكتب لها، يحوّلها من اسمٍ في الورق إلى حضورٍ في اللحن.

صوتٌ يُشبه الشباب… ويختلف

ما يُميّز شادي فرح ليس فقط قدرته على الأداء الصوتي النظيف، بل إحساسه الذي يشبه الشباب ولا يقلّدهم. صوته لا يصرخ ليُلفت، بل يهمس ليُشعر، لا يركض خلف الاستعراض بل يستكين في حضن المعنى. فيه مسحة من براءة، وقوة دفينة تنفجر فقط حين يستدعيها اللحن.

في “فرحة عمري”، يبدو شادي وكأنه يُغني من شرفة قلبه، يرسل عبر صوته دعوة لكل من يصدّق بالحب النظيف، الصادق، الآتي من عمق التفاصيل الصغيرة: نظرة، ذكرى، ابتسامة… صوت شادي لا يجمّل الأغنية بل يعرّيها من التكلّف، ويتركها حقيقية كما هي.

إخراج راي الحاج… زفّة بلحنٍ عاشق

الفيديو كليب، بإخراج راي الحاج، ليس مجرّد تصويرٍ لأغنية، بل سرد بصري لحبّ ينمو، لحظةً بلحظة، ويدخل إلى القلب من دون استئذان. الزفاف الذي نشاهده ليس مسرحًا، بل حقيقةٌ تُغنّى. الصورة تواكب النغمة، والإحساس يسبق الكادر، حتى يظنّ المشاهد أنه مدعوّ إلى حفل زفاف حقيقي، لا إلى فيديو كليب.

ألف مبروك مرة أخرى… لكن بطعم الحياة

شادي فرح، الذي سبق وأهدى الأغنية الراحلة “ألف مبروك” للأعراس، يعود اليوم بأغنيةٍ أكثر نضجًا، أكثر حميميّة، وأكثر صدقًا. “فرحة عمري” ليست أغنية زواج وحسب، بل هي أغنية “عُمرَين” يُكتب لهما أن يلتقيا ويتشكّلا بلحنٍ واحد.

في زمنٍ يسهل فيه تأليف الأغنيات، ويصعب فيه تأليف القلوب، شادي فرح يقدّم درسًا في الصدق. لا تحتاج أغنيته إلى تنقيط، لأن كل نبضة فيها هي نقطة على سطر الحُب.

ختامًا

فرحة عمري ليست فقط عنوانًا لأغنية، بل شهادة ولاء من قلبٍ لقلب. وشادي فرح، بهذا العمل، لا يضيف أغنيةً جديدة إلى أرشيفه فحسب، بل يضيف لحظة خالدة إلى ذاكرة من صدّقوا أن الحبّ لا يُقال فقط… بل يُغنّى.

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

Leave a comment