
ماريا عازار فرح : صوتٌ يليق بالسماء
الصوت الذي يخدم الرب ويملأ القلوب بالسلام
ماريا عازار فرح ليست مجرد اسم يتردد بين المبدعين، بل هي حالة استثنائية تُلامس الأرواح قبل الآذان. صوتها ليس مجرد صوت بشري، بل نفحة سماوية تحمل في كل نغمة رسالة محبة وسلام. إنها صوت الربّ الذي يصدح في ترانيم ترفعنا من عالمنا الأرضي المليء بالتعب إلى أفق روحي نقي لا حدود له.
صوتٌ يلامس أعماق الروح
حين تنساب كلمات ترنيمتها “اليوم علّق على خشبة”، تكتشف أن ماريا ليست فقط مرنّمة، بل مؤدية تعيش الكلمات وكأنها تنبض بها. هي لا تغني لتبهر، بل تغني لتوجع، لتُذكِّر، ولتجعلنا نتأمل ونصمت في حضرة الجلال. صوتها يضرب أعماق القلب ويثير فيه الدهشة، لأنه قادر على الجمع بين الحدة والقوة، وبين الرقة والحنان، في آنٍ معاً.
روح الميلاد وآلام الجلجلة
ماريا هي الصوت الذي يلتمع كنجمة الميلاد، يعلن للكون مجيء المخلص. وفي ليلة الميلاد، تصير صوتاً يهمس في قلوبنا فرحاً وسكينة، كأنها تعيد إحياء الحدث المقدس بترانيمها. لكنها أيضاً الصوت الذي يتشح بالحزن والتأمل في الجمعة العظيمة، حيث تسير معنا في درب الجلجلة، وتجعلنا نشعر بعمق الآلام كما لو أننا نرى المشهد بعين الإيمان.
فن يرتقي إلى مستوى الرسالة
ماريا عازار فرح ليست فقط مرنّمة دينية، بل هي فنانة شاملة تعرف كيف تضع بصمتها في أي عمل تؤديه. في الأغاني التي تغنيها لفنانات أخريات، تمسك بزمام كل نغمة وتصقل كل كلمة لتُبرز جماليتها دون أن تشوهها. هي واحدة من تلك القلة النادرة التي تستطيع أن تضيف لأي أغنية جاذبية مضاعفة، وتمنحها بعداً جديداً دون أن تمسّ جوهرها، محافظةً على روح العمل وأصالته، لكنها في الوقت نفسه تضفي عليها بصمتها الخاصة التي تزيدها تألقاً.
من القداسة إلى الفرح
سواء في الكنيسة أو في حفلات الزفاف، يصدح صوت ماريا عازار فرح كجسر يربط بين القداسة والفرح. هي تلك الروح التي تجعل من صلاتنا لحناً ومن أعيادنا قصيدة. في المناسبات التي تجمع الفرح والروحانية، تحمل ماريا صوتها كهدية تجعل كل لحظة أكثر إشراقاً وألقاً.
ماريا: رمز الفن والإيمان
ماريا عازار فرح ليست مجرد فنانة تؤدي أو مرنّمة ترتل. هي رؤية جديدة لفكرة الفن، حيث يتحول الصوت إلى رسالة، والأداء إلى صلاة. هي الروح التي تختصر الإيمان في موسيقى، فتجعل من كل مستمع شاهداً على جمال الله الذي ينعكس في صوتها.
صوت يعلو على الزمن
ماريا عازار فرح ليست فقط صوتاً يرافق اللحظات، بل هي أثر خالد في ذاكرة من يسمعها. هي ذلك النغم الذي يفتح أبواب السماء ويزرع في القلب شوقاً للسلام الإلهي. هي فنّانة ترقى بفنها إلى أفق الرسالة، وتجعل من كل أغنية جسراً نعبر به إلى الجمال المطلق.
إحساس العازفة والفنانة
ماريا ليست فقط مرنّمة أو فنانة، بل هي أيضاً عازفة وأستاذة بيانو بارعة. هذه الموهبة تضيف بُعداً خاصاً إلى أدائها، حيث يغني صوتها اللحن الذي تعزفه أناملها. الموسيقى ليست بالنسبة لها مجرد خلفية، بل هي لغة تحاور بها القلوب. عزفها على البيانو يمنحها إحساساً فريداً باللحن، وهذا ما يجعلها تتماهى مع كل كلمة ونغمة، فتصل إلى مستوى عميق من التعبير الفني والروحي.
ماريا: تجربة تُعاش
ختاماً، ماريا عازار فرح ليست مجرد صوت يُسمع أو موسيقى تُعزف، بل تجربة متكاملة تُعاش. هي حضور يجمع بين الفن والإيمان، وبين الجمال السماوي والإبداع البشري. صوتها مع عزفها هو صلاة تُرفع وفرح ينتشر، ليجعلنا نرى العالم بعيون ممتلئة بالإيمان، ونسمعه بأذن تُصغي للجمال الإلهي.
الناقد السينمائي شربل الغاوي.
Leave a comment